السعودية تنسحب من الحرب المباشرة بإسم الهدنة مقابل العودة الى ( الخطة أ ) من العدوان !
بقلم / محمد محمد المقالح
المقالح السعودية لا تتحمل حرب استنزاف طويلة المدى تسهم في كسر هشاشة امنها في وعي شعبها وشعوب المنطقة !
هذا ما يدفع السعودية اليوم ان تسارع الى الانسحاب تدريجيا من الحرب العدوانية المباشرة على اليمن ولكن باسم الهدنة وتمديد الهدنة مرة بعد اخرى كنوع من انواع المخارج الاكثر لياقة لمملكة ال سعود بعد فشل عدوانها ” الحزمي” في تحقيق اي هدف معلن من اهداف الحرب .
هذا يعني ان الهدنة نهائية في الغالب وأن ما كان يلوح به من حرب برية على اليمن كان مجرد نكتة سمجة يرددها عملاء السعودية على لسان جيش بري هش يستدعي جيوش العالم لحمايته من تلك الاخطار المتوهمة فما بالك بالخطر البري الفعلي في حالة الصدام المباشر مع المقاتل اليمني على الارض اليمنية او السعودية وان احسنا الضن بتلك التهديدات بالحرب البرية التي لا تزال تسمع حتى اللحظة فلم تكن سوى تلويحا بالموت للقبول بالحمى!
ولكن ما يجب ملاحظته هو ان اخطر ما سيعنيه الانسحاب السعودي من العدوان المباشر على اليمن هو انها بهذا الانسحاب التكتيكي ستفلت من العقاب من ناحية وستعود الى ” الخطة الف” في الحرب المتواصلة ضد اليمن منذ سنيين طويلة وليس منذو عاصفة الحزم من ناحية اخرى .
الخطة الف هي ذات الخطة العدوانية السعودية التي كانت تنفذها على اليمن منذ عقود ولكن هذه المرة بوتيرة اكبر واكثر وحشية اي استمرار تغذية الاقتتال الداخلي بين اليمنيين على اساس مناطقي وطائفي هذه المرة والاصرار لاحقا على طرح قضايا مناطقية وطائفية في الحوار المزمع اجرائه بعد ما يطلقون عليهط مؤتمر الرياض” ذو اليوم الواحد والبيان الجاهز !
في هذه الخطة البربرية الحاقدة لن يكون على السعودية سوى مد عملائها ومن تسميهم تارة بالمقاومة واخرى بالقبائل وثالثة بالقاعدة- بالسلاح والمال ليستمر الاقتتال بين اليمنيين وبابشع صوره الداعشية والارهابية وكلما سقطت جبهة للعملاء فتحت االسعودية بمالها وسلاحها جبهة اخرى تماما كما تعمل الان في سورية والعراق وليبيا وغيرها !
على ان السؤال هو :ماذا يجب على اليمنيين في هذه الحالة ؟
الجواب هو ان لا يترك اليمنيون السعودية تفلت من عدوانها البربري الذي اهلك الحرث والنسل بدون عقاب والطبيعي هو ان تخرج هي لا عملائها في الداخل مثخنة بالجراح والهزيمة والحرب الاستنزافية الطويلة المدى حتى تضظر الى الاعتراف باستقلال اليمنيين وترك العملاء والمرتزقة خلفها والاقرار بوجود الدولة والثورة اليمنية وبحق الشعب اليمني في السيادة والاستقلال الوطني بدلا من حوار العملاء والمرتزقة او حروبهم السعودية في اليمن نيابة عنها!
السعودية دولة هشة من حيث طبيعة تركيبة نظامها السياسي ولكنها تقوم وتستمر في وعي شعبها وشعوب المنطقة على اساس المال اولا والتعويض به على كل نقص او نقيصة وهن كثيرات اولا ثم على هيبة وانضباط الامن الداخلي وقدرته على الامساك باي شاردة او واردة او هكذا تتدعي وتكرس ذلك في وعي شعبها، وبالتالي فاذا انكسر هذا الامن في وعي ابناء الجزيرة والخليج -وقد بدأ ينكسر فعلا بفعل ضربات المقاتلين اليمنيين في نجران وجيزان مؤخرا- تكون السعودية قد ضربت في عمق اعماق ماكرسته بالعنف والبطش كقوة امنية مهابة في وعي شعبها على مدار عشرات السنيين منذ تاسيسها.
والحقيقة ان جزء مما ارادت تحقيقه السعودية في حربها العدوانية على شعبنا هو ايضا اعادة تكريس هذا الوعي الزائف اكثر واكثر خصوصا بعد ان كان مقاتلوا انصار الله ” الحوثيين” وشجاعتهم في الحرب السادسة (2009) داخل لاراضي السعودية قد شككوا بقدراتها وامكاناتها الامنية والعسكرية امام المقاتلين اليمنيين قليلي التسليح ومحاربين من جيشهم وجيش عدوهم التاريخي وهذا ما يفسر حجم المجازر والوحشية التي ارتكبتها السعودية في اليمن خلال 50يوما من العدوان اي ان هذا العنف الهائل والمجازر الكبيرة حد الجنون لم يكن سوى محاولة لاعادة الهيبة المشروخة يمنيا من ناحية ومن باب ” اخاف من القلبة” وفقا للمثل الصنعاني من ناحية ومحاولة وكسر اسطورة المقاتل اليمني وشجاعته عموما والمقاتل الحوثي خصوصا من ناحية اخرى !
اصرار اليمنيين على وقف العدوان ورفع الحصار الكامل عن بلدهم ورفض اي حوار قبل توقف العدوان ورفع الحصار من ناحية ثم تكريس قواعد لعبة الحرب الجديدة اثناء الهدنة “مقابلة اي اختراق تقوم به السعودية بطيرانها في الاراضي اليمنية برد مباشر وقاصم داخل اراضيها لا في جبهات عملائها ” هو ما يجب ان يطرح ويمارس اليوم وبقوة كعامل ردع وحيد للطغيان السعودي وكنوع من انواع الرد الشعبي المستحق وفقا لكل قوانين الارض والسماء.
والخلاص فان خروج السعودية من الحفرة التي دخلتها في اليمن عبر الدماء والاشلاء والتطهير والابادة لا يجب ان يكون سهلا وبدون عناء كما حدث اثناء دخولها المتعمد فيها .
وبمعنى اخر يجب ان تكون حربا يمنية سعودية مباشرة كما هي بالفعل لا حربا بالوكالة كما تريدها السعودية فهذا وحده هو ما سيضطر السعودية ان توقف مخططها العدواني المتواصل عبر ” الخطة أ” والخطة ب” والخطة مليون اي جعلها تهتم بامنها مقابل التخلي عن عملائها وايقافهم عن مواصلة العبث بامن اليمن بمال وسلاح السعودية بل ان هذا وحده هو من سجعل السعودية تعترف باليمن كدولة ذات سيادة وتعوض بالاستحقاق لا با التوسل اليمنيين عن كل جرائمها المفتوحة طوال تاريخ طويل من الاستهتار والاستعباد والجرائم العنصرية !