الحرب على اليمن.. حصار سعودي خانق ووضع إنساني صعب
متابعات :
منذ أكثر من 40 يومًا يفرض العدوان السعودي على اليمن حصارا خانقا جعلها تعاني على عدة مستويات، مما تسبب في وضع كارثي يعيشه المواطن اليمني، فعلى الرغم من صرخات الاستغاثة التي يطلقها الشعب هناك والتحذير من كوارث إنسانية من قبل المنظمات والهيئات الحقوقية، إلا أن العدوان السعودي يصم آذانه عن كل ذلك، ليستمر في عدوانه ويرتكب المزيد من الجرائم والانتهاكات.
السعودية تحاصر الشعب اليمني
تشدد السعودية حصارها على اليمن برًا وبحرًا وجوًا، حيث تمنع وصول أي مساعدات إنسانية للسكان المنكوبين هناك، كما ترفض إعادة اليمنيين العالقين في بلدان العالم، مروراً باحتجاز الرياض طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية جرى تهريبها من الغارات إلى جيبوتي وإثيوبيا، وصولاً إلى إغلاق الرياض منفذ الطوال البري مع اليمن من جانب واحد بشكل نهائي، ومنعت دخول النازحين إلى أراضي المملكة، فيما احتجزت السفن الحربية السعودية عدداً من العاملين في ميناء الحديدة، بعدما اعترضت 6 سفن شحن كانت بصدد إنزال مواد غذائية ووقود في الميناء، وقصفت الطائرات السعودية مدرجات مطار صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية ما حال دون هبوط الطائرة وإيصال المساعدات.
الوضع الإنساني
أثرت أزمة المشتقات النفطية على سائر الحياة من عمل المصانع والمزارع والمعامل ومن تحريك مركبات وناقلات وعمل المخابز، وكل ما هو متعلق بالكهرباء في الحياة، مما شكل وضع مآسوي يعيشه المواطن اليمني، وهو ما جعل الشعب اليمني يتجه صوب استخدام المواد الكيميائية، حيث استخدم سائقي المركبات لاسيما الدراجات النارية مادة الإيثانول، على الرغم من أنها تُعد مركب كيميائي سامًا بدرجة كبيرة، فيما استخدم آخرين مادة التنر التي تعتبر خليطاً من الكيروسين الأبيض وبنزين السيارات بنسبة واحد إلى ثلاثة بالمائة، وهي مادة تكون وسيطة بين السوائل البترولية والغازات الخفيفة من النفط الخام، لكنها تبدو أكثر خطراً من البنزين في عملية الاشتعال، وهذا ما قد يهدد سائقي المركبات في حال تعرضوا لأي حادث.
في الجانب الصحي يزيد الحصار البري والبحري والجوي حال المستشفيات اليمنية مأساة، وينذر بكارثة إنسانية بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي ما يهدد بتفاقم الوضع الصحي في البلاد، حيث تعاني المستشفيات من وضع صحي كارثي بسبب نقص مادة الأكسجين بعد استهداف طيران العدوان مصنع الأكسجين مما سبب توقف المصنع بشكل كلي، وهو المصنع الوحيد الذي يزود المستشفيات بالأكسجين، كما تعاني المستشفيات من نقص حاد في الدواء بسبب الحصار، وما يزيد الأوضاع الصحية خطورة هو انقطاع الكهرباء، الأمر الذي جعل الأجهزة الطبية تتوقف عن العمل.
بالنسبة للمياه، فبسبب أزمة المواد البترولية توجد صعوبة في ضخ المياه إلى المنازل، وعليه تعيش الأسر حالة صعبة بسبب عدم توفر المياه ويصعب أيضا شراء الماء التجاري لنفس السبب وهو انعدام مادة الديزل.
المنظمات والهيئات الإنسانية تحذر
دعت المنظمات الدولية تحالف السعودية إلى فك الحصار عن اليمن والتعاون من أجل إيصال المساعدات إلى المواطنين، لاسيما بعدما منعت طائرات التحالف السعودي طائرة إيرانية تحمل مواد غذائية وطبية من الهبوط في مطار صنعاء.
وفي محاولة للضغط من أجل رفع الحصار المفروض على اليمن، ناشد عدد من الأطباء اليمنيين المنظمات الدولية التدخل لإنقاذ أرواح المرضى الذين يعالجون في المستشفيات اليمنية، كما دعت “جمعية الأطباء المسلمين في لبنان” إلى وقفة احتجاجية أمام مقر الأسكوا، وشددت على ضرورة تأمين المساعدات اللازمة للمواطنين.
من جانبها ذكرت صحيفة “الفينانشال تايمز” البريطانية أن “اليمن يوشك على كارثة إنسانية”، ونقلت الصحيفة عن منسق الإغاثة التابع للأمم المتحدة في اليمن “يوهانيس فاد دير كلاوف” قوله إن “القصف العشوائي لصعدة يعد انتهاكا للقانون الدولي، فالكثير من اليمنيين محاصرون في صعدة لأنهم لا يمكنهم الحصول على وسيلة انتقال نظرا لشحة الوقود”، كما لفتت الصحيفة الى أن “حصار دول التحالف بزعامة السعودية لليمن والمستمر منذ مارس أدّى إلى نفاد الغذاء والوقود”، حيث أن المواد الغذائية الرئيسية مثل الأرز والسلع الرئيسية مثل الأدوية أوشكت على النفاذ ولا يمكن نقلها بسبب شح الوقود.
بدورها حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، من أن القيود المفروضة على الاستيراد إلى اليمن تعيق العمليات الانسانية وتعرض حياة آلاف الأطفال للخطر، وقالت اليونيسيف إن استمرار النقص في المحروقات والأغذية في اليمن سيهدد أكثر من 120 ألف طفل بشكل مباشر بسوء التغذية الحاد خلال الأشهر الثلاثة المقبلة بالإضافة إلى 160 ألف طفل كانوا يعانون من سوء التغذية الحاد قبل 26 مارس.
إيران ترسل سفينة “النجاة”
بعد محاولات حثيثة وصرخات مستميته من المنظمات الحقوقية، أعلنت إيران انطلاق سفينة “النجاة” من ميناء “بندر عباس” وصولاً إلى ميناء الحديدة في اليمن، محملة بألفين وخمسمائة طن من المساعدات الإنسانية، بينها 1200 طن من الأرز، و700 طن من الطحين، و400 طن من المعلبات الغذائية، و50 طناً من المياه، إضافة إلى 50 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية، وأكثر من ألفي خيمة.