كل ما يجري من حولك

صعدة في خضم العدوان … أرقام وإحصائيات

490

متابعات – خاص –  نايف رحمه:

صعدة.. محافظة منكوبة، قصف عدواني، وقتلٌ وحشي، ومجازر همجية، وتدمير للبناء التحتية المدنية منها والعسكرية.. على مسافات مختلفة، ومن اتجاهات متعددة تقف أمام ناظريك أكوام الأنقاض وآثار الدمار، تنتصب شامخة كعزة وإباء وشموخ إنسان صعدة.

منشآت ومؤسسات حكومية تحولت إلى أكوام من الأنقاض.. مدنيون محاصرون وعالقون، وآخرون خطفت أرواحهم طائرات العدوان السعودي، جرحى ومصابون في طوابير الانتظار لمصيرهم المجهول جراء تلاشي الأدوية وانعدام المشتقات النفطية من الأسواق المحلية ومحطات تزويد الوقود التي طالها القصف أيضاً.

وحدها صراخات وأنات الجرحى والمصابين والمشردين من الأطفال والنساء الثكلى والشيوخ تعتلي أصوات قصف طيران العدوان، الذي لا يكاد يبرح أجواء صعدة وغيرها من المحافظات اليمنية، لتمرغ أنوف مرتكبي تلك الجرائم وتعري إنسانية ووطنية دعاة وحماة الشرعية.

ترويع المدنيين

تختلط الأوراق، وتتراكم التركة الإنسانية المثقلة بالأوجاع إزاء ما خلفه العدوان السعودي الموغل في وحل القبح والحقد للنيل من كل ما هو جميل، والفتك بمختلف الشرائح الاجتماعية.. متجاوزاً بالقبح في انتهاكات القانون الإنساني الدولي، يهود إسرائيل بحق الفلسطينيين.

فمنذ 26 أبريل المنصرم تقصف الطائرات السعودية مختلف مناطق ومديريات محافظة صعدة بشكل مكثف وعشوائي لتطال المدنيين ومنازلهم ومزارعهم، زاد من تلك المعاناة قتامة حالة الرعب التي تعتلي وجوه الأطفال والنساء، جراء القصف البربري الذي يخلف الكثير من الضحايا في مشاهدَ دموية مروعة، وقصف متواصل حال دون قدرتهم على النزوح إلى مناطق ولو شبه آمانة.

المنظمات الدولية.. دور سلبي!

الدور الإنساني لمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية والصليب الأحمر الدولي في

صعدة غائب كلياً على الرغم من تواجد مكاتبها منذ سنوات.. وعلى ما يبدو أنهم في إجازة استرخاء غير معلنة. هذا ما قاله لنا أحد الأطباء العاملين في الحقل الإنساني بصعدة.

ويضيف: هذه المنظمات الدولية العاملة في الحقل الإنساني لم تقم بأي عمل إنساني من شأنه الحفاظ على أرواح المدنيين وحمايتهم، والتخفيف من حجم الكارثة الإنسانية جراء هذه الحرب العبثية، كتحديد مناطق آمنة وفتح مخيمات إيواء للنازحين، وتقديم الخدمات الإنسانية المختلفة للمنكوبين سواءً داخل المخيمات أو خارجها، فاليمن يعيش حالة طوارئ وفقاً لمبادئ العمل الإنساني وصعدة جزء منه.. أما السلطات الرسمية فقال المصدر إنها اكتفت بإعلان صعدة محافظة منكوبة، وتعمل جاهدة على استمرار عمل المستشفيات لاستقبال الجرحى والمصابين.

ضحايا الحرب..

القصف العشوائي من قبل الطيران السعودي والخليجي، تسبب في سقوط الكثير من الضحايا المدنيين. وقال مصدر في تحالف لمنظمات مجتمع مدني في صعدة تقوم برصد وتوثيق الانتهاكات لـ”خبر” للأنباء: إن المعلومات الأولية لضحايا عدوان قصف الطيران السعودي أكثر من (260) مدنياً فيما بلغ عدد الجرحى والمصابين ما بين (600 – 700) أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن.

وأشار المصدر، إلى أن هذه الإحصاءات قليلة، ويجري التحري وجمع مزيد من المعلومات والبيانات الخاصة بالمدنيين الذين استشهدوا بقصف طيران العدوان والقصف الصاروخي، والذين يتم دفن الكثير من الضحايا في مناطقهم، سيما الذين استشهدوا في المديريات والمناطق البعيدة ولا يتم نقلهم إلى مركز المحافظة بسبب انعدام المشتقات النفطية..

منوهاً إلى أنهم يواجهون صعوبة في رصد كافة الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في المديريات البعيدة، خصوصاً بعد قصف طيران العدوان لشبكة الاتصالات بمختلف أنواعها في المديرات الغربية والحدودية مع السعودية.

فاتورة القصف

يدفع الأطفال والنساء والفئات الأكثر ضعفاً في محافظة صعدة، كما هو الحال في غيرها، فاتورة القصف العشوائي، وهي بالتأكيد باهظة الثمن، ليست فقدان الألعاب ولا المدارس ولا المسكن، ولا الابتسامة. هي أرواحهم وأشلاؤهم ودماؤهم (فقدان الحق في الحياة) الذي كفلته الشرائع السماوية والمواثيق الدولية.

ويقول مدير المستشفى الجمهوري بصعدة، الدكتور محمد عبدالوهاب حجر لـ”خبر” للأنباء: إن المستشفى استقبال الكثير من الضحايا، حيث بلغ عدد الذين استقبلهم المستشفى من الأطفال منذ بداية القصف في 26 مارس الماضي حتى 2 مايو الحالي (57) طفلاً ما بين شهيد وجريح منهم (22) شهيداً و(25) جريحاً.

وأضاف حجر، في سياق تصريحه، أن المستشفى الجمهوري استقبل، أيضاً، (62) امرأة منهن (12) شهيدة و(50) جريحة ومصابة، بالإضافة إلى استقبال المستشفى لـ(35) مسناً، جرحى ومصابين… مؤكداً أن هناك ضحايا آخرين تستقبلهم مستشفى السلام والمستشفيات الريفية في مختلف مديريات المحافظة والمستشفيات الأهلية.

ولفت إلى أن محافظة صعدة ستشهد خلال الأيام القادمة كارثة إنسانية تتمثل في توقف العمل في المستشفيات التي تعاني من انعدام الأدوية ومادة الديزل التي تعتمد عليها في توليد الطاقة الكهربائية وتشغيل الأجهزة الطبية.

تدمير مؤسسات الدولة

الخسائر التي خلفها قصف الطيران، لم يقتصر على البشر بل طال كل شيء، مباني ومؤسسات حكومية، مدنية وعسكرية، ومساكن مواطنين، ومقرات منظمات مجتمع مدني، وجمعيات تعاونية زراعية، وأسواقاً شعبية وتجارية، ومحطات وقود، ومستشفيات، ومدارس، ومساجد، وملاعب.

من جانبه أكد عضو في السلطة المحلية في صعدة لـ”خبر” للأنباء، أن قصف الطيران السعودي استهدف تدمير البناء التحتية لمؤسسات الدولة المدنية، حيث دمر في مركز المحافظة محطة الكهرباء ومحطة الغاز، وخزان مياه الشرب والمجمع الحكومي (مكتب الخدمة المدنية، ومكتب التعليم الفني والتدريب المهني، ومكتب الصناعة والتجارة، والإدارة العامة للتدريب والتأهيل، ومكتب النقل، ومكتب الإدارة العامة للمعلومات والإحصاء ومكتب التخطيط والتعاون الدولي ومكتب الإيرادات الزكوية، ومكتب صندوق التحسين ومكاتب السلطة المحلية في مديرية سحار، وبنك التسليف الزراعي، ومكتب البريد، ومكتب المؤسسة العامة للاتصالات، ومعهد الاتصالات، ومكتب محو الأمية، ومطار صعدة، وإدارة أمن صعدة ومعسكرات وألوية الجيش، وقسم شرطة الطلح، بالإضافة إلى قصف المجمع الحكومي في مديرية الظاهر والمجمع الحكومي في قطابر).

وأضاف: القصف استهدف أيضاً عددًا من المدارس الحكومية والمساجد ومستشفى الملاحيط وسكن مستشفى الرحمة الأهلي، كما استهدف طيران العدوان مكاتب عدد من منظمات المجتمع المدني كجمعية السنبلة التعاونية الزراعية ومكتب جمعية البن الخولاني، ومكتب الاتحاد التعاوني الزراعي، ومكتب جمعية التعاون التعاونية.

مدنيون بلا مأوى

مأساة المواطنين من سكان محافظة صعدة زادت جراء القصف الذي استهدف منازلهم، غير أنه لم يتم حصر تلك الأضرار وحجم الخسائر حسب مصدر السلطة المحلية.

أسواق في مرمى العدوان

وأوضح عضو السلطة المحلية في سياق حديثه لـ”خبر”، أن طيران العدوان استهدف عدداً من الأسواق الشعبية والتجارية منها تدمير السوق المركزي وسط مدينة صعدة، وسوق صعدة القديمة الشعبي، وسوق ضحيان الشعبي وسط مدينة ضحيان بمديرية مجز، وسوق الخفجي بمديرية سحار، وسوق الملاحيط بمديرية الظاهر، وسوق شعبي في مديرية باقم، وسوق جياش للخضروات والفواكه، وسوق عثمان للخضروات والفواكه… وغيرها.

محلات تجارية ومحطات وقود

ويقول شهود عيان في صعدة لـ”خبر” للأنباء: إن طيران العدوان لم يبقِ على شيء، استهدف المحلات التجارية ومخازن المواد الغذائية، كما استهدف أكثر من 20 محطة وقود للمشتقات النفطية في مدينة صعدة وعدد من مديريات المحافظة.

شبكات الاتصالات

طيران العدوان ينال من كل مقومات الدولة اليمنية ولم يستثنِ شيئاً منها، كما يقول شهود العيان، حيث استهدف شبكات الاتصالات في مديرية ساقين ومنبه، وفي جبل العبلا بمديرية سحار، وكابل الألياف الضوئية في مديرية الصفراء.

الطرقات

وبحسب مصادر محلية في صعدة، فإن القصف تواصل ليستهدف عدداً من الطرقات الإسفلتية والترابية والجسور والعبارات، حيث تم قصف كبري عكوان بمديرية سحار، وكبري العصايد بمديرية كتاف، وقصف الطرق الإسفلتية في مفرق البقع، وجولة البريد المحكمة في مدينة صعدة، وطريق الملاحيط حرض الإسفلتي، وطريق صعدة صنعاء الإسفلتي على مقربة من نقطة العمشية بآل عمار بمديرية الصفراء، في استهداف ممنهج لمنع وصول المواد الطبية والغذائية والمشتقات النفطية.

 

You might also like