العدوان السعودي واستهداف الإعلام(من القصف الى الحجب)
سيمثل يوم الخميس الـ26 من شهر مارس العام 2015م واحدة من اسواء الايام في التاريخ العربي المعاصر حيث شنت السعودية ومعها تحالف من عشر دول عدوانا سافرا ضد اليمن وبشكل مخالف لميثاق الامم المتحدة والجامعة العربية واتفاقية الحدود اليمنية السعودية واتفاقية الطائف بين البلدين.
العدوان السعودي لم يتوقف عند استهداف البنية التحيتة والمنشئات الحيوية ومقدرات الشعب اليمني بل امتد لاستهداف الاحياء السكنية وقتل المواطنين اليمنيين ،وتدمير المصانع، والمطارات، والطرقات، والجسور، ومحطات الوقود، ومخيمات النازحين ،ومزارع الفلاحين ،وليس انتهاء باستهداف وسائل الاعلام اليمنية التي تقف ضد العدوان .
ولم تكد تمر ثلاثة ايام على بدء العدوان السعودي حتى بدأت بوادر استهداف وسائل الاعلام من قبل القائمين عليه، حيث طالب محللون وكتاب سعوديون باستهداف وسائل الاعلام التي اعتبروها مناهضة للعدوان السعودي .
وانعكست تلك المطالبات بسرعة على موقف رسمي للعدوان اعلنه الناطق باسم تحالف العدوان العميد الركن/ أحمد العسيري، بشكل رسمي في مؤتمره الصحفي مساء يوم الاحد الموافق 29-مارس-2015 بالقول ان : القنوات التابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيين ضمن أهداف الغارات الجوية التي تشنها قوات التحالف منذ أربعة أيام في إشارة ضمنية إلى قناة اليمن اليوم وقناة آزال والمسيرة.
وعقب تلك التصريحات أعربت قناة (اليمن اليوم) وقناة (آزال) عن قلقهما البالغ إزاء تصريحات الناطق باسم قوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضمن عملية “عاصفة الحزم” لقصف أهداف عسكرية ومدنية في اليمن.
ودانت قناتي اليمن اليوم وآزال الفضائيتين- في بيان صادر عنهما، بشدة هذه التهديدات الهمجية التي تستهدف وسائل الإعلام والصحفيين ومنتسبي المهنة في مخالفة صريحة للمواثيق والأعراف والمعاهدات الدولية، وتعرض حياة العاملين فيها للخطر المباشر.
وحمل البيان المملكة العربية السعودية والدول المشاركة في التحالف كامل المسؤولية عن حياة الصحفيين والعاملين في الوسائل الاعلامية المشار إليها.
وأهاب بكافة المنظمات الصحفية والحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني اتخاذ مواقف شجاعة إزاء التهديد باستخدام القوة ضد الصحفيين والمدنيين وتستهدف النيل من حرية الإعلام والتعبير في اليمن.
من جانبها حملت نقابة الصحفيين اليمنيين قوات تحالف عملية “عاصفة الحزم” مسئولية أمن وسلامة وسائل الإعلام في اليمن من أي قصف او اعتداء من قبل الطائرات المغيرة.
واعتبرت نقابة الصحفيين- في بيان لها تلقاه المؤتمرنت، أن اية خطوة رعناء في هذا الاتجاه ستكون عواقبها وخيمة لن يقف ضدها الصحفيون في اليمن فحسب وإنما كل صحفيو العالم والمنطقة.
وعبرت النقابة عن استغرابها من اقحام وسائل الإعلام في الصراعات والأعمال العسكرية في رد على تصريحات الناطق باسم قوات تحالف عملية “عاصفة الحزم” .. محذرة من مغبة اية خطوة من هذا القبيل ضد أي وسيلة إعلامية في اليمن.
وأدانت نقابة الصحفيين أي توجه يضر بسلامة وسائل الإعلام أو العاملين فيها، معتبرة ذلك انتهاكا لحرية الرأي والتعبير ولكل القوانين والمواثيق والعهود الدولية والوطنية.
ولم تجد تلك النداءات والتحذيرات أي صدى لدى العدوان السعودي الذي كان يخطط لاستهداف وسائل الاعلام اليمنية التي تقف ضد العدوان وتقوم بنقل الحقائق والمعلومات الخاصة بما يلحقه العدوان من قتل وتدمير وأثار كارثية ضد الشعب اليمني ومقدراته .
البداية :قصف قناة اليمن اليوم
في العشرين من شهر ابريل 2015 م قصف طيران العدوان السعودي المقر الرئيس لقناة اليمن اليوم الفضائية في منطقة فج عطان بأمانة العاصمة ما ادى الى استشهاد اربعة من موظفيها وإصابة اكثر من عشرة اشخاص اخرين وأحداث اضرار كبيرة في مبنى القناة ومحتوياته .
والشهداء الذين سقطوا جراء استهداف العدوان السعودي لقناة اليمن اليوم هم الزميل محمد شمسان المذيع بإذاعة يمن اف ام والمراسل الاخباري بقناة اليمن اليوم،وأمين يحيى موظف في الشؤون المالية ،ومنير عقلان احد حراس القناة ،وحزام محمد زيد حارس في القناة ايضا.
وقوبل استهداف العدوان السعودي لقناة اليمن اليوم بإدانة واستنكار محلي ودولي حيث دانت الدائرة الاعلامية في المؤتمر الشعبي العام واستنكرت بشدة قصف العدوان السعودي الهمجي الغاشم الذي استهدف مبنى قناة اليمن اليوم وادى الى استشهاد اربعة من الزملاء وإصابة عشرة اخرين بجروح بعضها خطيرة .
واعتبرت الدائرة الاعلامية بالمؤتمر الشعبي العام هذا القصف العدواني الذي استهدف اليمن اليوم والأحياء السكنية بفج عطان عمل ارهابي مدان ومستنكر ومجرم في كل الشرائع السماوية والقوانين والمواثيق الاممية والأعراف والأخلاق الانسانية .
من جانبها دانت نقابة الصحفيين قصف قوات التحالف لقناة اليمن اليوم، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من الزملاء العاملين في القناة.
وعبر البيان عن خالص العزاء لأسر الضحايا بهذا المصاب الجلل.. سائلاً المولى عز وجل ان يتغمدهم بواسع رحمته ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان والشفاء العاجل للمصابين.
من جانبها دانت وزارة الاعلام و كافة مؤسساتها الإعلامية- ، استهداف العدوان السعودي لمبنى قناة اليمن اليوم، ما أسفر عن استشهاد أربعة من العاملين في القناة وإصابة عشرة اخرين.
ودعت الوزارة كافة المنظمات الدولية والإنسانية بما فيها المؤسسات الصحفية والإعلامية في العالم إلى تحمل مسئوليتها تجاه ما تتعرض اليمن من عدوان همجي يستهدف اليمن وبنيته التحتية ومنشآته الخدمية ومؤسساته الإعلامية.
وأشار البيان إلى أن هذه الأعمال العدائية واستهداف المؤسسات الصحفية والإعلامية والقنوات الفضائية مدانة ومستنكرة ومجرمة في كل الشرائع السماوية والقوانين والمواثيق الاممية والأعراف والأخلاق الانسانية.
كما دان رئيس قطاع التلفزيون قناة اليمن الفضائية عبدالرحمن العابد استهداف العدوان الاجرامي السعودي لقناة اليمن اليوم.
وقال العابد: “إن العدوان السعودي على الشعب اليمني لن يستطيع بكل أسلحته كتم صوت الحق من خلال استهداف مؤسساته الاعلامية الحرة التي تفضح جرائمهم وهمجية عدوانهم البربري على اليمن” .
من جانبه أعرب الاتحاد الدولي للصحفيين عن قلقه الشديد على سلامة الصحفيين في اليمن بعد مقتل محمد راجح شمسان، مراسل لقناة اليمن اليوم، وثلاثة من العاملين الاعلاميين في القناة.
وقال جيم بوملحة، رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين: “إننا قلقون جداً من تواصل تصاعد العنف في اليمن، ويستهدف هذا العنف ليس زملائنا العاملين في الميدان وحسب، وإنما كل المدنيين اليمنيين.
وحث الاتحاد الدولي للصحفيين مرة أخرى الأطراف المتحاربة لوضع حد فوري للهجمات على الصحفيين واحترام ما تبقى من حرية صحافة في البلاد. ويظل الصحفيون هم المراقبون الذين ينقلون ما يحدث في اليمن الى الرأي العام”.
استهداف قناة المسيرة
وبعد عشرة ايام من استهداف العدوان السعودي لقناة اليمن اليوم ،شن طيران العدوان يوم الخميس, 30-أبريل-2015
غارة جوية مستهدفاً مكتب قناة المسيرة الفضائية بمدينة صعدة- شمال اليمن.
وأدى القصف الصاروخي إلى تدمير مبنى القناة وإلحاق أضرار بالغة بالمباني المجاورة له من محلات تجارية ومنازل مواطنين مدنيين .
وجاء قصف قناة المسيرة ليؤكد حقيقة استهداف العدوان السعودي لوسائل الاعلام بشكل متعمد في محاولة لإسكات اصواتها ومنعها من اداء رسالتها الاعلامية في كشف وفضح النتائج الكارثية التي يسببها العدوان السعودي من خلال استهدافه للمواطنين والأبرياء وتدميره للبنى التحتية والمنشئات الحيوية ومقدرات الشعب اليمني .
العدوان السعودي :من القصف الى الحجب
استهداف وسائل الاعلام اليمنية التي تقف ضد العدوان لم يقف عند تعمد العدوان السعودي قصف قناتي اليمن اليوم والمسيرة بل تعداه الى قيام العدوان السعودي بحجب مواقع اخبارية يمنية رافضة للعدوان .
وفي هذا الاطار اقدمت السلطات السعودية على حجب الصحيفة الالكترونية “المؤتمرنت” عن المتصفحين داخل اراضي المملكة العربية السعودية.
ويهدف هذا الاجراء إلى حجب حقيقة العدوان الذي تمارسه السعودية على اليمن، وهو العدوان الذي يستهدف اليمن ارضاً وانساناً ويدمر البنى التحتية والمرافق العامة والخاصة ويرتكب أبشع الجرائم بحق المدنيين.
ودانت هيئة تحرير المؤتمرنت هذه الاجراء البوليسي الذي اتخذته السلطات السعودية، مؤكدة ان هذا الاستهداف لن يؤثر على تغطية (المؤتمرنت) للأحداث الحاصلة في اليمن وفي مقدمتها العدوان السعودي، والتي ترتكز على المعايير المهنية والموضوعية والمصداقية في نقل الحقيقة كما هي للرأي العام اليمني والعربي والدولي.
وعلى ذات المنوال حجبت السلطات السعودية موقع وكالة “خبر” للأنباء، وموقع المنتصف نت الأخباري عن المتصفحين والقراء في المملكة.
وأفاد قراء ومتابعون في تواصل ومراسلات حجب الموقع على الشبكة عن المتابعين ومتصفحي الانترنت من قبل السلطات في الرسمية السعودية.
كما اقدمت السلطات السعودية على حجب محرك البحث اليمني المستقل (صحافة يمن) عن المتصفحين في الاراضي السعودية .
موقع ” المؤتمر نت “