عسيري.. براعة في اتقان لغة أدرعي!
فوبيا ’السبابة’ المرفوعة.. بين ’مملكة الخراب’ وكيان العدو الاسرائيلي
متابعات: ميساء مقدم
بين العدوان السعودي على الشعب اليمني، والحروب العدوانية الاسرائيلية على لبنان وغزّة، أوجه شبه عديدة لا بد من الوقوف عندها.
في كل الحروب التي شنّها العدو الاسرائيلي على العرب، كان يتقصد استهداف النساء والأطفال مرتكباً أبشع المجازر، والتبريرات كانت جاهزة دوماً “المخرّبون يتخذون المدنيين ذرائع بشرية ويستفيدون من المنشآت الحيوية والبنى التحتية”.
لغة آل سعود وأتباعهم لا تبتعد كثيراً عن لغة “أفيخاي أدرعي”. الرجل الذي لطالما اتخذ من قناة “الجزيرة” القطرية منبراً لتبرير مجازر كيانه، لدينا نسخة عربية سعودية منقّحة منه.
هو الناطق باسم “عاصفة الحزم”. يقول أحمد عسيري أمس في مؤتمره الصحفي الروتيني إن “دول التحالف لن تسمح لكائن من كان أن يستغل الأحداث الحالية باليمن، ويعمل على إمداد المتمردين بالأسلحة والذخيرة تحت غطاء السفن الإغاثية”.
هكذا بدا عسيري تلميذاً ناجحاً لأدرعي. الذرائع نفسها التي استخدمت خلال حصار غزّة، وحصار لبنان خلال عدوان عام 2006.
ولمّا كان العدو الاسرائيلي وأعوانه يطبّلون خلال الحرب على غزّة ولبنان لنظرية أن الضحية هو المجرم، وأن أطفال قانا وشاطئ غزّة قتلوا بسبب عناد المقاومة، ها هي أبواق آل سعود تروّج للنظرية عينها.
وتحت عنوان “الحوثي وصالح يتحملان دماء الأطفال”، كتب باسل الجاسر في صحيفة “الأنباء” مقالاً نشره موقع “العربية نت”، يبرر فيه قتل أطفال اليمن بصواريخ السعودية، معتبراً أنه “شر لا بد منه”.
فيقول “ان الحرب شر مطلق وعمل تكرهه النفس البشرية وله ضحايا من الأبرياء، ولكنه شر لا بد منه أحيانا”.
ويطرح سؤالاً سمجاً ليس فيه من الذكاء شيئ، قائلاً “العالم دخل الحرب العالمية الثانية لصد صلف هتلر وطغيانه.. فهل نحمل العالم المتحضر مسؤولية ضحايا الحرب العالمية الثانية التي سقط فيها ملايين القتلى والمعاقين من الأبرياء؟ ام نكون عادلين ونحمل مسؤولية هذا الكم الهائل من الضحايا لصلف وطمع هتلر؟”.
اذاً على العالم أن يصفّق لآل سعود المعتدين، ذلك أن الأطفال والنساء الذين يقتلون تحت ركام منازلهم في القصف السعودي على اليمن، هم ضحايا نظريّة الجاسر، ولهم أسوة بأطفال الحرب العالمية الثانيةّ!
وللإصبع المرفوع حكاية أخرى. لطالما كان الاصبع الذي يرفعه قائد المقاومة في لبنان سماحة السيد حسن نصر الله وهو يهدد العدو الاسرائيلي، مصدر استفزاز لضباط الكيان ورؤسائه. واليوم هاهو الاصبع نفسه، المرفوع بوجه آلة القتل السعودية في اليمن، يشكّل مصدر استفزاز كبير أيضاً لآل سعود وأتباعهم. حيث أفرد موقع “العربية نت” تقريراً تحت عنوان “الحوثي يرفع سبابته مقلدا حسن نصر الله”، وفيه عبارات مغتاظة من سبابة السيّد اليمني الذي رفع سبابته في وجه العدوان السعودي على شعبه، كما رفع سيد المقاومة سبابته في وجه العدو الاسرائيلي.
العهد الإخباري