عندما يشكر الملك السعودي جيشه المعتدي على اليمن!
قالت الصحف ووسائل الاعلام السعودية أمس أن الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز وجّه رسالة “شكر وتقدير” للقوات المسلحة التي شاركت بكل “كفاءة واقتدار” في عملية عاصفة الحزم، وفرضت سيطرة جوية لمنع أي اعتداء ضد المملكة ودول المنطقة، وأثنى الملك السعودي على من أسماهم “صقور المملكة البواسل” لتمكّنهم من إزالة التهديد على أمن المملكة والدول المجاورة.
يحق لنا أن نسأل الملك السعودي، علامَ تشكر قواتك المسلحة؟ فهل حققت قواتك المسلحة في “عاصفة حزمها” الأهداف التي أعلنتموها للعدوان على اليمن؟ هل عاد الرئيس الهارب عبد ربه منصور هادي إلى عدن؟ أم أنه ما زال يتنعم بظلكم الظليل في قصور الرياض؟ وهل انسحبت اللجان الثورية وحركة أنصار الله من صنعاء؟ أم أن قواتهم واصلت التقدم ووصلت إلى حيث لم تكن في السابق على مضيق باب المندب؟ وهل لفظ الناس حركة أنصار الله؟ أم أن الالتفاف الشعبي حولها غدا أقوى من السابق؟ وكم حققت “عاصفة حزمكم” من الحزم، فهل استطاعت قوات تحالفكم إلغاء أو حتى الحد من الحراك الثوري في اليمن؟
ويا جلالة الملك السعودي، اسمح لنا أن نسأل أي “كفاءة واقتدار” هذا الذي أبدته قواتك المسلحة “الصقور البواسل” في اليمن؟ هل هو بقتل المدنيين الأبرياء في الشهر الحرام؟ أم بهدم البيوت الآمنة فوق رؤوس قاطنيها؟ أم بتدمير المرافق والبنية التحتية، وقطع الكهرباء والخدمات عن الشعب الفقير؟ أي اقتدار هذا الذي تشكر عليه جندك؟ فهلا نزل صقورك البواسل إلى الأرض، ليريهم الشعب اليمني بأسه؟ فهل البسالة بالقصف الجوي الذي لم يفرق بين امرأة وطفل ورجل وشيخ؟
أي صقور بواسل هؤلاء الذين تشكرهم يا جلالة الملك السعودي؟ هل أولئك الذين فروا من أمام قبائل همدان وطخية عندما سيطروا على موقع المنارة على الحدود مع صعدة؟ أم اولئك الذين لم يستطيعوا أن يمنعوا تسلل مقاتلي القبائل الذين دخلوا إلى العمق السعودي وقتلوا ضباطكم وجنودكم؟ هل الصقور البواسل هم من ترصدون لمن يُقتل منهم مليون ريال سعودي من شدة قحط الجنود؟ أم أولئك الذين دعا مفتي دولتكم عبدالعزيز آل الشيخ لتجنيدهم بالاجبار؟ هل صقوركم البواسل هم من استنفر دعاتكم وشيوخكم، من أجل اصدار الفتاوي التي تحثهم على “الجهاد” لشدة عزوفهم عن القتال في اليمن؟
أحقاً استطعتم بعدوانكم على اليمن أن تمنعوا الاعتداء على المملكة ودول المنطقة؟ أفكان اليمنيون مصدر تهديد لكم؟ متى قام الشعب اليمني يوماً بالاعتداء عليكم؟ ألستم أنتم يا آل سعود من احتللتم أرضه في نجران وعسير وجيزان، واغتصبتم ثرواته النفطية في تلك البقاع؟ ألستم أنتم من أدخلتم الحروب على اليمن، وعززتم الانشقاق بين شماله وجنوبه؟ وأدخلتم اليمن لسنوات طوال في اتون حرب أهلية؟ متى كان الشعب اليمني يهددكم؟ أليس الشعب اليمني وثورته هم من يقفون أمام تدفق القاعدة وداعش إلى بلدانكم؟
فهل غدت بلدانكم اليوم أكثر أماناً؟ وهل غدت السعودية أكثر استقراراً؟ وهل باتت خلافاتكم الداخلية أقل؟ وهل تبددت خلافاتكم مع حلفائكم؟ فإن كان كذلك، فلماذا أرسلت يا جلالة الملك بالحرس الوطني المكلف بالأمن الداخلي إلى الحدود مع اليمن؟ فهل بدأت تخشى من تمرده عليك بعد الخلافات التي عصفت بقومك جراء الهزيمة؟ ولماذا سارعت لأن تحل حلفائك من عهدهم إليك عندما أعلنت نهاية ما أسميتها “عاصفة الحزم” وبدء “إعادة الأمل”؟ أليس لخيبة أملك بهم؟ فأين باكستان التي لطالما احتقرتم شعبها ونظرتم إليهم نظرة دونية، وظننتم أن لا قرار سيادي لهم وأنهم ملزمون بتقديم فرض السمع والطاعة لكم؟ وأين هي تركيا ومصر من المشاركة في العملية البرية على اليمن؟ ولماذا فشل بازار المواقف بينكم وبين السيسي؟ هل استكثرتم السعر الذي طلبه السيسي منكم لشراء موقفه؟
كثيرة هي الأسئلة يا جلالة الملك، ولا أظن أنك قادر على الجواب، فليس شكرك لجنودك إلا لتغطي على هزائمهم، وترفع من معنوياتهم. لكنك ربما قد نسيت أن الشمس لا تُحجب بالغربال، فانظر إلى غضب الشعب اليمني المتهيأ للرد والأخذ بالثأر، وانظر إلى قبائله العربية الأبية التي رفضت الذل والخنوع، وانظر إلى شبابهم الذين رفضوا الرشاوي منكم، وأبوا أن يقفوا في وجه شعبهم وثورتهم. انظر فسترى أن الحرب سجال والأيام دول.
فيا جلالة الملك.. مثلك هو قوله تعالى في كتابه الحكيم: “إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون” ومثل الشعب اليمني قوله تعالى: ” أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير”.
* الوقت