كل ما يجري من حولك

محلل «إسرائيلي»: حرب السعودية في اليمن تخدم مصالح «إسرائيل» الاستراتيجية

795

ترجمة:

قال المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية آلِكس فيشمان، إن الحرب التي تشنّها السعودية ضد الحوثيين في اليمن، تخدم مصالح «إسرائيل»، وهي فرصة ثمينة لها لجني ثمار استراتيجية حيوية للأمن «الإسرائيلي».

وتحت عنوان «ساعة اليمن تدق» قال فيشمان، إن «إسرائيل» تجد نفسها من جديد في الجانب نفسه من المتراس، مع الدول السنية المعتدلة كالسعودية، غير أن المصلحة المشتركة لـ«إسرائيل» والسعودية ودول الخليج لا تترجم على ارض الواقع كما يجب.

وكشف فيشمان ان أجهزة الأمن «الإسرائيلية» وجّهت تحذيرات للسفن التجارية «الإسرائيلية»، بوجوب التعاطي مع السواحل اليمنية على أنها سواحل دولة معادية، قبل أن تبدأ السعودية شن غاراتها على اليمن. واضاف ان سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة الذي يعتبر الميناء الأهم لليمن على البحر الأحمر، مكّنهم من التحكم بخط الملاحة البحرية، وأثّر على مستوى التأهب والحراسة للسفن «الإسرائيلية» التي تجتاز مضيق باب المندب، وتدخل إلى البحر الأحمر.

وبحسب المحلل فيشمان، فإن سيطرة الحوثيين على صنعاء وتمدد نفوذهم إلى المحافظات اليمنية الأخرى، يعني من وجهة النظر «الإسرائيلية»، انهيار النظام الذي يعتمد على السعودية والولايات المتحدة، وإقامة نظام جديد يعتمد على إيران، العدو اللدود لـ«إسرائيل»، ولذلك ليس من مصلحة «إسرائيل» ان تسيطر إيران على مضيق باب المندب.

وأشار فيشمان إلى ان «إسرائيل» لن تلعب اي دور في الحرب التي يشهدها اليمن، وستكتفي بمتابعة ما يحدث، متمنية ان تحقق السعودية نصراً سريعاً وحاسماً، يعيد الوضع إلى سابق عهده، ويطرد الإيرانيين من البحر الأحمر.

وأضاف المحلل، ان ساعة القنبلة الإيرانية تدق منذ بعض الوقت، في إحدى النقاط الاستراتيجية الساخنة في العالم، اي في مضيق باب المندب المؤدي إلى قناة السويس، في حين تلتزم الدول الغربية والولايات المتحدة، الصمت.

واعتبر فيشمان، ان احتمال سيطرة الحوثيين على اليمن، يعني بالنسبة إلى «إسرائيل»، الخوف من احتمال قيام إيران بنصب صواريخ بحر ـ بحر على السواحل اليمنية، ستشكل تهديداً لأحد الممرات البحرية الحيوية جداً لـ«إسرائيل» من جهة الشرق، كما هي الحال الآن، إذ نُصبت صواريخ كهذه اليوم على الساحلين السوري واللبناني، والتي تهدّد حركة الملاحة إلى ميناء حيفا، وربما إلى ميناء أسدود في المستقبل.

وقال فيشمان، ان سقوط اليمن في أيدي إيران، سيعزز المحور الراديكالي الذي يهدد «إسرائيل»، لأن اليمن سيشكل نقطة انطلاق أفضل لتهريب السلاح من إيران إلى جهات في سيناء وقطاع غزة. وأضاف، ان حجم القوات التي حشدتها السعودية والدول المتحالفة معها، والتحالف الذي تم بناؤه بالتنسيق مع الأميركيين، يؤكد أنهم لا يخططون لعملية عسكرية محدودة، مشيراً إلى ان عملية «عاصفة الحزم» تعد فصلاً آخر في المواجهة المستمرة منذ سنوات بين المحور الراديكالي والمحور البراغماتي، وبين الشيعة والسنة، خصوصاً أن النظام السعودي الجديد بات مهدداً من الداخل والخارج. ففي الداخل، هناك شعبية كبيرة لتنظيم «داعش» في أوساط شرائح واسعة في المجتمع السعودي، ما يهدد استقرار النظام. أمّا من الخارج، فهناك محاولة الالتفاف الإيرانية من خلال القبائل الشيعية في اليمن والبحرين وجنوب شرق السعودية.

You might also like