كل ما يجري من حولك

صحيفة «كوميرسانت» الروسية : لا يمكن كبح اليمن

737

تناولت صحيفة «كوميرسانت» الروسية الأوضاع السيئة التي يعيشها اليمن، مشيرة إلى أن تدخل المملكة العربية السعودية لن يهدئ الأوضاع. وجاء في مقال الصحيفة: قررت المملكة السعودية التدخل عسكرياً في النزاع الدائر في اليمن، حيث يسيطر الحوثيون المدعومون من إيران على نصف أراضي اليمن.

 

يقول مصدر مطلع للصحيفة، ان المسؤولين في السعودية أكدوا على عدم وجود خطة لغزو بري، بل سيقدم الدعم اللازم للقبائل اليمينة. يبدو ان مثل هذا الموقف أيضا اتخذته إيران في دعم الحوثيين. وهذا يعني أن اليمن سيتحول لسنوات طويلة إلى ساحة صراع بين زعيمتَي العالم الإسلامي.

 

يشارك في العمليات العسكرية التي اطلق عليها اسم «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين في اليمن، إضافة إلى السعودية، كل من قطر والكويت والبحرين والامارات العربية ومصر والمغرب والسودان والأردن وباكستان، تقدم لهم الولايات المتحدة المعلومات الاستخباراتية اللازمة.

 

بدأت الهجمات الجوية بقصف مواقع الحوثيين في مختلف انحاء اليمن، وشملت القواعد الجوية والطائرات الحربية ومواقع المضادات الجوية قرب مطار صنعاء، وكذلك القواعد العسكرية التي يسيطر عليها الحوثيون في الجنوب. كما هاجمت الطائرات ميناء حديدة على البحر الأحمر، الذي تعتبر السيطرة عليه وعلى مضيق باب المندب مسألة استراتيجية لاستمرار حرية الملاحة وامدادات النفط.

 

جاء قرار المملكة في شأن التدخل في النزاع اليمني، بعدما هاجم الحوثيون مدينة عدن، لمنع فرض سيطرتهم على الخطوط البحرية لنقل النفط الخام إلى أوروبا والولايات المتحدة، عبر مضيق باب المندب، وعلى الملاحة بصورة عامة.

 

كما أن السعودية لم تكن لتسمح لحلفاء إيران التي تسيطر على مضيق هرمز بالسيطرة على السواحل اليمنية كذلك.

 

وضّح مستشار وزير الشؤون الإسلامية والدبلوماسية، ماجد عبد العزيز التركي، موقف السلطات السعودية بالقول: «الهدف الأساسي للائتلاف إعادة الشرعية وعودة الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي الذي تعترف به السعودية والأمم المتحدة رئيساً شرعياً منتخباً لليمن. لقد طلب منصور بنفسه من دول مجلس التعاون الخليجي التدخل عسكرياً في اليمن، وإزالة آثار الانقلاب الحكومي غير الشرعي. من جانب آخر بدأ الحوثيون في اجراء تدريبات عسكرية على مقربة من الحدود بيننا، وأن زعماءهم هددوا بالتوغل في اراضي المملكة والاطاحة بالنظام القائم. لذلك قررنا التدخل عسكرياً. ونحن نريد تسوية الأزمة بالطرق الدبلوماسية، ومستعدون لتوفير منبر لذلك».

 

وأضاف التركي: «ليست هنالك حالياً ضرورة للقيام بعمليات عسكرية برية في اليمن. القبائل اليمنية مسلحة بصورة جيدة ومستعدة للدفاع عن الحكومة الشرعية. نحن سنقدم لها الدعم المادي اللازم، إلى جانب الهجمات الجوية».

 

من جانبها تشير «كوميرسانت» إلى أن المعلومات التي لديها تفيد أن غالبية القبائل اليمنية ليست على استعداد للدفاع عن الرئيس منصور، لعدم رضاها على سياسته، وعلاقته الوثيقة بواشنطن والرياض. إضافة إلى انها حصلت على وعود مغرية، من حليف الحوثيين، الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

 

من جانبها اعتبرت إيران «عاصفة الحزم» بأنها غزو مدعوم من الولايات المتحدة، التي لا تنوي حالياً التدخل بصورة مباشرة في هذا النزاع. استناداً لهذا يقول التركي: «إيران لن تتصرف بتحد، خصوصاً أنّ المفاوضات في شأن برنامجها النووي ما زالت مستمرة، ولكن هناك ضباط إيرانيين يعملون في اليمن، حيث بلغ عدد الرحلات الجوية بين طهران وصنعاء 28 رحلة أسبوعياً. كما ترابط سفن حربية إيرانية في خليج عدن».

 

تجدر الاشارة إلى ان هذه الهجمات الجوية بدأت من دون قرار أممي بذلك، وقد حذر المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية، آلكسندر لوكاشيفيتش، الولايات المتحدة وغيرها من البلدان التي تساند العمليات العسكرية في اليمن، من عواقبها الخطيرة للأمن في المنطقة.

You might also like