كل ما يجري من حولك

في حوار مع البرلماني السابق الشيخ مبخوت البعيثي : مشاريع هادي والإخوان والقاعدة دمرت الشعب وكان لابد من إسقاطها تحت قدم اليمنيين

616

– مشاريع هادي والإخوان والقاعدة دمرت الشعب وكان لابد من إسقاطها تحت قدم اليمنيين
– طلب التدخل العسكري أسقط ما بقي لهادي من تعاطف أما شرعيته فقد انتهت وسقطت مبكراً
– هادي يتحالف مع الإخوان والجماعات الإرهابية ويقودون مشاريع تدميرية مرفوضة شعبياً
– أدعوا قادة الألوية واللجان إلى التعامل بمسؤولية مع إخواننا في المحافظات الجنوبية وألا يكرروا أخطاء 94م
– خابت ظنون شعبنا في أشقائنا الخليجيين والعرب
– أشقاؤنا يستعرضون عضلاتهم علينا في ظروف سيئة وبلا مبرر وعلى أراضيهم ما يستحق أن يخوضوا عليه معارك وجود
– كل من تسلط على اليمن الداخل أو استهدفها من الخارج كان مصيره السقوط
– انتهاك السيادة وقصف العاصمة سيدفع باليمنيين جميعهم للتحالف مع الحوثي
– من يؤمن بشرعية هادي فليأخذه معه ويفرضه في بلاده
قرأ الوضع السياسي والمستجدات المتصاعدة في اليمن، وفكك الكثير من الرموز والأوراق الغامضة والمتداخلة..
عبر عن خيبة أمل اليمنيين في أشقائهم الخليجيين والعرب، وأكد أن الحلول العسكرية لا تخدم اليمنيين ولا غيرهم.
ودعا قادة الألوية واللجان إلى تحمل مسؤولياتهم في حماية أبناء المحافظات الجنوبية وحذر من أخطاء 94م.
عضو البرلمان السابق الشيخ مبخوت صالح البعيثي يتحدث لصحيفة الجمهور بشفافية تتابعونها في هذا الحوار :

* الشيخ والبرلماني السابق مبخوت البعيثي نرحب بك في الجمهور وندعوك لقراءة المستجدات بشفافيتك المعهودة؟
** وأنا أتشرف بصحيفة “الجمهور” التي عودتنا على الشفافية والحرية وطرح القضايا الوطنية بشجاعة، وكانت ولا تزال هذه الصحيفة منبر حر للجمهور وتتسع صفحاتها لكل الآراء ونقرأ فيها آراء ومقابلات وتصريحات كل التوجهات السياسية، وفي البداية أود أن أترحم على أرواح شهداء الوطن من أبناء القوات المسلحة والأمن الذين تعرضوا للقتل والغدر والذبح في أكثر من موقع ومكان على خارطة الوطن على أيدي الإرهابيين والجماعات المسلحة وكذلك أترحم على أرواح من أبادتهم الجرائم الإرهابية وهم في بيوت الله وكذلك الأبرياء الذين لقوا مصرعهم ليلا تحت ضربات الطيران السعودي الذي أباد حياً سكنياً بكامل أهلها.
إن هذه الجرائم البشعة غريبة على مجتمعنا وديننا وثقافتنا وكل أبناء المجتمع يستنكرونها ويدينونها ويتبرءون منها كما أن العدوان على أرضنا وأهلنا وعاصمتنا جريمة ارتكبها أشقاءنا
* في ظل المتغيرات من أين تحب أن نبدأ قراءة الوضع؟
** أسمح لي – أيضاً- قبل كل شيء ان أبدأ بدعوة صادقة لقادة الألوية العسكرية واللجان الثورية المساندة لها إلى التعامل بمسؤولية وطنية وإنسانية وأخلاقية مع أبناء عدن ولحج والضالع وكل المحافظات الجنوبية التي فرضت ألوية الجيش واللجان الثورية سيطرتها عليها بعد تطهيرها من رموز الخيانة والعمالة والإرهاب.
وأحذر من تكرار الأخطاء التي اقترفها بعض القادة والنافذين ومن أطلقت أياديهم على المحافظات الجنوبية بعد حرب صيف 1994م والذين أساءوا إلى الانتصار الوحدوي بممارسات تسلطية وجهوية أفسدت على أبناء المحافظات الجنوبية فرحتهم بالاستقرار ونالت معنوياتهم وقناعاتهم وتوجهاتهم الوحدوية.
* وفيما يتعلق بالقادة العسكريين وقادة الجماعات المسلحة الذين ارتكبوا جرائم قتل ونهب وإبادة في حق الجنوب والمدنيين الأبرياء؟
** أدعوا لتقديمهم لأجهزة القضاء وأن ينالوا محاكمة عادلة.. تمكنهم من الدفاع عن أنفسهم، لأن انتهاج مثل هذا السلوك سيكون المقدمة الصحيحة لطمأنة المجتمع، وتوجيه رسالة مسؤولة للداخل والخارج بأن من انتصر هو الوطن، وان من قادوا المعركة والانتصار لم ينتصروا لنوازع جهوية أو مطامع فردية أو رغبات جماعات أو أحزاب، بل انتصروا للوطن، وأن لديهم الاستعداد والقدرة لإعادة الأمور إلى نصابها من خلال تمكين مؤسسات الدولة من تحمل مسؤولياتها وأول هذه المؤسسات أجهزة القضاء والنيابة.
يضيف بحماس محذراً:
أي عملية انتقامية يمارسها طرف أو جماعة أو حتى قائد عسكري أو سياسي ستنزع الغطاء الوطني والسند الشعبي للانتصار ويجعل منه عملاً جهوياً عصابانياً خارج إطار المشروعية ولا يختلف عما عمله الرئيس الطريد هادي والجماعات المسلحة والمليشيات الإرهابية التي حشدها إلى عدن ليحتمي بها ويحميها ويمكنها من قتل الجنود ونهب المعسكرات ومؤسسات الدولة.
* لكن هناك من سيقول لك أن دماء الشهداء والضحايا تستحق أن يؤخذ بحقها؟
** أفراد القوات المسلحة وقادة الألوية والقبائل والمجاميع التي شاركت في المعارك واستطاعت أن تحرز الانتصار خلال ساعات دخلت المعركة لمواجهة جماعات إرهابية وضد أفعال أسميناها جميعاً جرائم،وعلى هذا الأساس فالمجتمع يعتبر ما تفعله ألوية الجيش واللجان الثورية وقوات الأمن الخاصة هو عمل دولة، عمل وطني مسئول، فإذا لم تكن التصرفات اللاحقة لهذا العمل مسئولة ستعتبر في نظر القانون والشعب ممارسات غير قانونية.
* شيخ مبخوت هناك مستجدات خلطت الأوراق؟
** المستجدات هي نتيجة طبيعية لخلط الأوراق بشكل تصاعدي من عام 2011م وحتى اليوم، وكل الذين خلطوا الأوراق شربوا من نفس الكأس وانقلب السحر على الساحر.
* كيف؟
** أنت تعرف أن الإخوان المسلمين في اليمن “تجمع الإصلاح” يحترفون خلط الأوراق على المستويات الداخلية والخارجية، ولكن في اليمن وبعض الدول العربية مثل مصر انقلب سحرهم عليهم، الشعب يتذكر كيف استطاع الإخوان أن يخلطوا الأوراق على النظام والمجتمع والرأي العام المحلي والعربي والعالمي أثناء حروب صعدة، حيث كانوا يقودون الحرب ميدانياً عبر ذراعهم العسكري المتمثل في اللواء علي محسن صالح، وعلى المستوى الإعلامي كان حزب الإصلاح يحاول التنصل مما يحدث، وظل موقفه المعلن رمادياً، وفي مطلع عام 2011م قفز الإخوان وسيطروا على الساحات وأحبطوا دعوات ومشاريع التغيير والإصلاح التي كان ينشدها الشباب ويتطلع إليها المدنيون، ثم خلطوا الأوراق وأرادوا أن يحتووا الحوثيين كما احتووا مكونات الشباب والقوة الموجودة في الساحات ليستقووا بكل هذه المكونات ضد الرئيس علي عبدالله صالح.. ثم خلطوا الأوراق وعبثوا بالمبادرة الخليجية وسيطروا على حكومة الوفاق وقفزوا من موقع المدافع عن الشعب ومظالمه -كما كانت شعاراتهم- إلى طغاة متسلطين يقصون الآخر ويقمعون المسيرات ويفرضون الجرعات ومنحوا الحوثيين فرصة ليتبنوا مطالب الشعب ويحملوا هموم الشعب ويحشدون الجماهير حولهم في كل مكان.
وللأسف استطاع إخوان اليمن أن يحتووا الرئيس هادي ويأخذوه في فلكهم وبدأ يمارس معهم أو بدأوا يمارسون معه ومن خلاله منهجية خلط الأوراق، فانقلب على المبادرة الخليجية وسار في طريق التمديد، وتبنى مشاريع تدمير القوات المسلحة تحت مسمى الهيكلة، ثم تجاوز ذلك إلى مشاريع تفكيك الوطن تحت مسمى الأقاليم، ثم التفريط بالسيادة الوطنية وإدخال اليمن تحت الفصل السابع لتهديد من اعتبرهم خصومه..
وهاهو اليوم يختم تاريخه الأسود بدعوة سيئة وغير مسبوقة لضر بلاده عسكرياً
كل هذه الممارسات بدأت يخلط الأوراق، وهاهي الآن تؤتي ثمارها وبالاً على هادي وعلى الإخوان ولكن بعد أن تجرع اليمنيون مرارة تداعياتها وآثارها.
* لكن هناك من يقول أن ما حدث أوقع اليمن تحت سيطرة الحوثيين الذين يرى البعض أن لديهم مشروع طائفي؟
** أولاً ليس صحيحاً أن جماعة الحوثي “أنصار الله” وحدها تعمل في الميدان وخاصة في الأحداث الأخيرة.. لقد استقطبت المقصيين والمهمشين والجياع.
وثانياً: حتى جماعة الحوثي هي جماعة يمنية تقول أنها تضررت وتعرضت للظلم والتشويه، ووجدت فرصة لتنتفض وتدافع عن نفسها وتقدم نفسها بصورتها التي لم يكن كثير من الناس يعرفونها سواء على المستوى السياسي أو على مستوى القوة الميدانية لهذه الجماعة،
وثالثاً: الأحزاب السياسية تخلت عن الشعب وتركت الساحة الشعبية أمام هذه الجماعة، فظهرت جماعة الحوثي مدافعة عن الناس وترفع شعارات تتعلق بقضايا الناس وهمومهم ومعيشتهم وحياتهم التي أصبحت جحيماً في ظل حكم وسيطرة هادي والإخوان..
ورابعاً وخامساً وعاشراً انصرف هادي والإخوان إلى مشاريع غير وطنية ابتداء بتدمير المؤسسات وتفكيك الجيش ومروراً بالأقلمة والارتهان والتفريط بالسيادة وأخيراً التحالف مع الجماعات الإرهابية وحمايتها وفرض مشروع الانفصال والتعبئة المناطقية والفتنة الطائفية ثم الدعوة للتدخل العسكري في اليمن،
وعلى أساس هذه المعطيات وجدنا الشعب يلتف حول جماعة الحوثي، ووجدنا الألوية العسكرية والوحدات الأمنية تستجيب لهذه الجماعة ويتصدرون معاركها وخاصة في المحافظات الجنوبية لدحر الإرهاب وإسقاط مشاريع التمزيق وردع التعبئة الطائفية المناطقية، والتصدي لمشاريع انتهاك السيادة والارتهان التي حملها هادي ويستقوي بها على الشعب، وقبل كل هذا لابد أن نفهم أن الألوية العسكرية والوحدات الأمنية والمتطوعون من عموم أبناء الشعب اليمني شكلوا جبهة حسم متكاملة لإسقاط مشاريع هادي والإخوان ومن وقف خلفهم.
* أمام هذا الطرح هناك قوى داخلية وخارجية ترى أن اليمن سقطت في يد الحوثيين كجماعة تسيطر على كل شيء؟
** اليمن لم تسقط ولن تسقط في يد جماعة أو فئة أو حزب متسلط، والتاريخ يقول أن كل المتسلطين سقطوا حينما تسلطوا عليها من داخلها أو استهدفوها من خارجها.. هذه التهويلات والتعبئة هي بضاعة أصحاب مشاريع وثقافة السقوط والإسقاط الذين سقطت مشاريعهم وأوهامهم وأقنعتهم ومشروعياتهم وشرعياتهم وسقطوا إلى الأبد.
* بمناسبة الحديث عن الشرعية والمشاريع، لا يزال الحديث في وسائل الإعلام العالمية جارياً عن شرعية هادي؟
** هادي والإخوان ومشاريعهم وشرعيتهم سقطوا عشرات المرات، ولذلك لحقهم الشعب والجيش واللجان والمتطوعون إلى عدن وأسقطوا آخر مشاريعهم التدميرية التي كان لابد أن تسقط تحت قدم أي يمني سواء كان من عدن أو من صنعاء أو من مران..
* لا تزال بعض الدول الأقليمية وكثير من دول العالم تتعامل مع هادي على أنه الرئيس الشرعي؟
** فليمنحوه شرعية ويأخذوه إلى بلدانهم ويفرضوه على شعوبهم، أما شعبنا اليمني فلم يعد له فيها شرعية كرئيس، ولم يعد له عندنا سوى حق المواطنة، وهو حق يحميه ويحمي حقوقه الطبيعية، ويحمي أيضا حقوق المواطنين وحق الشعب في محاكمته..
* الرجل دعا إلى تدخل عسكري أقليمي ودولي لحماية شرعيته، وهناك من يساند دعوته الداخل والخارج؟
** هذه الدعوة أسقطت ما بقي له من تعاطف، اما الشرعية فقد سقطت عنه قبلها، وعلى الأشقاء والأصدقاء أن يدركوا هذا الواقع، ويفهموا حقيقة وتفاصيل ما يجري على أرض اليمن، ويتعاملوا مع اليمن باحترام لشعبها العظيم الصابر المكافح الذي لن يستسلم للمؤامرات ولن يقبل انتهاك سيادته وحقه الشرعي والقانوني والأخلاقي في منح الشرعية لمن يثق به كحق حصري لشعب اليمن لا يشاركه فيه أحد.
* كانت الأنظار تتجه نحو الأشقاء في دول الخليج وفي المقدمة السعودية بانتظار فعل أو موقف إيجابي لكن هادي طلب تدخلاً عسكرياً واستجابت له بعض الدول؟
** حتى المجتمع اليمني كانت أنظاره تتجه نحو الأشقاء في الخليج وأولهم السعودية على أمل أن يكونوا قد فهموا الوضع واستوعبوا طبيعة هذا الشعب الذي بدأ يشعر بالقلق والريبة والإحباطات من مواقف بعض الأشقاء، شعبنا يتذكر أننا تقدمنا بطلب الانضمام لمجلس التعاون الخليجي عدة مرات لكن هناك من كان يعرقل هذا الطلب ويتصدى له ويجزئه.. وبالمناسبة ربما لو كانت دول الخليج قبلت بانضمام اليمن لكان الوضع مختلفاً الآن، وربما كانت وجدت المبرر الذي تتدخل به عسكرياً.
وعلى العموم نحن لا نزال نتمنى من أشقائنا أن يتدخلوا في اليمن، ولكن تدخل إيجابي واعي يستجيب لإرادة الشعب وليس لإرادة هادي والإخوان والقاعدة.. نحتاج لتدخل الأشقاء برؤى ومشاريع تصلح حال اليمن بدولته ومؤسساته وأمنه ووضعه الاقتصادي، وللأسف فاجأنا الأشقاء بتدخل أدمى قلوبنا وزاد من جراحاتنا وقتل أبرياءنا وروع أطفالنا.
* لكن دول الخليج ترى أن إيران تسيطر على اليمن عبر الحوثيين؟
** دول الخليج تعلم أين هي إيران، وتفتح علاقات وحوارات ومصالح مع إيران، وبعض دول الخليج وأولها قطر توسطت بين الحوثيين والنظام السابق أكثر من مرة والشعب اليمني يعلم ذلك ولن يبرر له مثل هذا الخطاب التضليلي جرائم قصف صنعاء بالطيران والتدخل العسكري ضد اليمن.
* أنت تقول هذا ووسائل إعلام عربية تتحدث عن تأييد شعبي للضربة والتدخل العسكري؟
** الجزيرة والعربية ومواقع جلال هادي تتحدث عن تأييد الإخوان والقاعدة والجماعات المسلحة التي يحتمي بها هادي، أما بقية أبناء اليمن فيرون أن هذا التدخل السافر مؤامرة على اليمن وجريمة لن ينساها شعبنا اليمني ولن يغفرها التاريخ ولن يجد أي مواطن يمني حر شريف مبرراً لقبول هذه الجرائم التي ارتكبت في حق الوطن وسيادته وأبنائه الذين سقطوا ضحايا لهذا القصف الوحشي الذي طال المدنيين الأبرياء.
كل أبناء الشعب اليمني يعلمون أن السعودية وكثير من دول الخليج لم تدخل معركة عسكرية في تاريخها، رغم أن لديها وعلى أراضيها ما يستحق أن تخوض من أجله معارك حياة وموت ووجود، لكنها لم تفعل ولن تفعل، وهاهي تجرب قوتها وعضلاتها على أبناء اليمن في ظرف تعرف فيه أن أوضاع اليمنيين تتطلب تدخلاً إيجابياً وليس تدخلاً عسكرياً.
وعلى العموم هذا الموقف لن ينساه اليمنيون ونقول لأشقائنا بصدق مهما كانت أوضاعنا ومهما كانت ظروفكم فإن اليمن ستبقى وستأخذ حقها ولن تموت وتنتهي.
* دعني أسألك سؤال أخير عن الخطاب السياسي والإعلامي الذي يتحدث عن تحالف سياسي وعسكري بين صالح والحوثيين؟
** هذا الخطاب معروف أنه خطاب الإخوان، قبل السعودية، ولا أظن أن الوضع الحالي يستوجب أن نتوقف عند مثل هذا الخطاب، لأن التهديدات وبعدها الضربات الجوية التي حصدت الأرواح وأرعبت المدنيين ستدفع بالشعب كله للتحالف مع الحوثي ومع أي قوة سياسية أو عسكرية تتصدى للعدوان ولمشاريع التمزيق والدمار.

 

نقلا عن الجمهور نت

You might also like