كل ما يجري من حولك

في حضرموت.. حتى الأضاحي لم تسلم من السياسة!

584
متابعات| العربي| علاء الدين الشلالي:

كما في كل عام، ازدهرت في العشر الأوائل من ذي الحجة تجارة المواشي السنوي في محافظة حضرموت. حرص الحضارم على شراء الأضاحي من الأغنام وغيرها، لكن هذا العام لم تعُد الأسواق مكتظة بالباعة والمشترين كما هو المعتاد؛ بسبب ضعف القدرة الشرائية نتيجة ارتفاع أسعار المواشي من ناحية، وانعدام السيولة المالية لدى عامة الناس من ناحية أخرى، إضافة إلى بروز معاناة جديدة تمثلت بصعوبة نقل المواشي من الحظائر إلى الأسواق، بسبب أزمة انعدام المشتقات النفطية في المحافظة.

 

الموظفون لا يضحون

عبدالله باحميشان، موظف يعول 7 من الأبناء، ويعيش في مدينة المكلا، لم يعد قادراً على شراء الأضحية منذ ثلاثة أعوام مضت. يقول: «إعتدنا على استقبال عيد الأضحى بشراء كبش العيد، وكنا نوفر قيمة الكبش قبل يوم العيد بخمسة أشهر، هذا عندما كانت تصرف المرتبات بانتظام شهرياً، لكن منذ أن توالت الأزمات على محافظة حضرموت أصبحت مسألة شراء كبش العيد أو أضحية العيد صعبة، وأصبحت عائلتي تحتاج لشراء مستلزمات أخرى تعتبر اليوم أهم من شراء الأضحية». ويضيف باحميشان، في حديثه إلى «العربـي»، أنه «لم يعد قادراً على شراء الأضاحي إلا التجار أو المغتربين أو من لديه مغترب في الخارج ويرسل له قيمة الأضحية، أما نحن الموظفون فقد أصبحنا مرهونين بالوضع السياسي والاقتصادي غير المستقر في البلاد».

 

الخارجي مرغوب

وتباع المواشي من الأغنام والماعز في أسواق مدينة المكلا والمدن الأخرى في محافظات حضرموت بأسعار تتفاوت ما بين الثلاثين والخمسين ألف ريال للخروف الواحد (85 إلى 150 دولاراً أمريكياً). ويشتكي تجار المواشي الصغار من ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين. ويشير جميل دحمان، وهو بائع أغنام في أحد أسواق المكلا، إلى أن الإقبال على شراء الأضاحي من قبل المواطنين ظل ضعيفاً حتى مع اقتراب عيد الأضحى، لافتاً إلى أن إقبال المواطنين على شراء الكباش الخارجية قد زاد هذا العام بسبب رخص ثمنها مقابل الكباش البلدي.

وفي حديثه إلى «العربي»، يقول إن مندوبي الجمعيات الخيرية التي تنشط قبل العشر الأواخر من ذي الحجة بأشهر، قاموا بشراء عدد كبير من المواشي من التجار والمستوردين الكبار قبل وصول المواشي إلى الأسواق، و«هذا ما أثر علينا كتجار صغار، حيث أننا نشتري المواشي بأسعار مرتفعة، ونضطر لبيعها بأسعار مرتفعة، ويكون هامش الربح قليلاً، ولا نبيع إلا بالبركة».

 

تنافس سياسي

ومؤخراً، أظهرت الجمعيات الخيرية العاملة في حضرموت، والممولة من جهات ودول، تنافساً محموماً لتنفيذ مشاريع خيرية وتوزيع لحوم الأضاحي على الأسر الفقيرة، لكن مراقبين يرون أن ذلك التنافس يأتي تلبية لأغراض سياسية. وفي هذا الإطار، يتحدث الناشط عمر سالم، إلى «العربي»، بأن «العام الماضي وقع تنافس بين جميعات تدعمها قطر وجمعيات تدعمها الإمارات وجمعيات تدعمها عُمان، لكن هذا العام اقتصر التنافس بين جمعيات تدعمها الإمارات وجمعيات مدعومة من تجار حضارم في الخارج».

ويضيف سالم أن «العشوائية في التوزيع هي مشكلة أخرى ترافق عمل الجمعيات الخيرية في توزيعها للأضاحي خلال أيام العيد، حيث توزع تلك الأضاحي في مناطق يتواجد فيها فقراء بأعداد قليلة، بل إن أغلب الجمعيات توزع الأضاحي لغير مستحقيها، والهدف هو التباهي بأن الجمعية الفلانية التي تتبع الدولة الفلانية توزع الأضاحي. أما الجمعيات الخيرية التي تعمل لأغراض خيرية وليست سياسية نتمنى منها أن تعمل دراسة مسبقة للتوزيع حتى تصل لحوم الأضاحي إلى مستحقيها».

You might also like