“لوب لوغ”: “الجنجويد” مرتزقة سودانيون لدعم الحرب السعودية في اليمن
“لوب لوغ”: “الجنجويد” مرتزقة سودانيون لدعم الحرب السعودية في اليمن
متابعات:
سلط موقع ” لوب لوج” الأمريكي الضوء على الدور السوداني في الحرب في اليمن، منذ أن بدأت السعودية والإمارات حملتهما العسكرية الجارية في اليمن في مارس 2015.
وقال الباحث المتخصص في الشأن الخليجي “جورجيو كافيرو”، أن السودان لعب دوراً هاماً في النزاع، بعد ان لجأ السعوديون والإماراتيون إلى قوات سودانية ذات خبرة قتالية في دارفور وأجزاء أخرى من بلادهم للقتال ضد الحوثيين.
وأضاف الباحث الأمريكي في مقال، أن مشاركة السودان في الحرب كانت من أجل المال في المقام الأول ، حيث يقدر عدد السودانيون هناك ما بين 8000 إلى 14000 مرتزقة سودانيًا – بمن فيهم الجنود الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 17 عامًا – والذين يقاتلون في صفوف التحالف العربي ضد الحوثيين.
وأشار كافيرو بأن دول الخليج العربي في التحالف تدفع تعويضا للمرتزقة السودانيين والجنود الأطفال الذين يقاتلون في صفوفها بما يصل إلى 10 آلاف دولار لكل منهما، للدخول في الحرب وجعلهم وقودا للمدافع .
ولفت بأن هذه الممارسة أبقت عدد الضحايا السعوديين والإماراتيين منخفضًا نسبيًا على حساب مئات السودانيين الذين فقدوا حياتهم في هذه الحرب، مضيفا السودان فتح حدوده أمام مرتزقة من بلدان أفريقية أخرى للانضمام إلى القتال في اليمن.
وبحسب كافيرو فأن العديد من المقاتلين السودانيين في اليمن هم من ميليشيات “الجنجويد” التي تتألف من عرب من غرب السودان وشرق تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى، والتي اكتسبت اهتمامًا عالميًا بعد أن رعى نظام عمر حسن البشير الميليشيات لمحاربة الجماعات المسلحة في دارفور خلال العقد الأول من القرن العشرين، وقد أدت انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها في دارفور إلى اتهام المحكمة الجنائية الدولية ضد البشير بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية.
وينقل كافيرو عن مراقبين قولهم بأنهم من أسوأ وأفقر الأفراد، وانهم ذهبوا للقتال من أجل الرواتب السعودية والإماراتية.
وقد خدم التحالف العربي مصالح البشير الجيوسياسية، لا سيما بعد اندلاع أزمة مجلس التعاون الخليجي في مايو /يونيو 2017، وبعد أن قطعت الكتلة التي تقودها السعودية والإماراتية علاقاتها مع قطر، وكان البشير في وضع صعب للحفاظ على شراكته القوية مع الدوحة مع بقاءه أيضاً على علاقة جيدة مع السعوديين والإماراتيين، ومع ذلك، تمكن البشير من القيام بذلك برفضه دعم الحصار المفروض على قطر مع قطع العلاقات مع إيران ودعم التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن.
وكان قرار البشير بإبقاء السودان في الائتلاف العربي أحد العوامل التي ساهمت في نهاية حكمه الذي دام ثلاثة عقود في إبريل. وإلى جانب الغضب الناجم عن الفساد والفقر والبطالة، كانت المعارضة الواسعة النطاق لدور السودان في النزاع في اليمن موضوعاً في الاحتجاجات المناهضة لبشير في. 2018/2019.
وأشار الباحث إلى العنف المميت الذي مارسه أعضاء “الجنجويد” السابقون الذين ينتمون الآن إلى قوات الدعم السريع ضد المتظاهرين في الخرطوم في 3 يونيو، حيث أفادت التقارير أن الحملة جاءت عقب اجتماعات بين مسؤولين رفيعي المستوى في المجلس العسكري الانتقالي ونظرائهم في الرياض الذين أعطوا الحكام العسكريين السودانيين الضوء الأخضر لشن مثل هذا العنف لإنهاء اللقاءات، وهكذا برزت كنوع من القوة بالوكالة من السعودية والإمارات العربية المتحدة التي تعمل في العاصمة السودانية واليمن.
ويرى كافيرو أن دول الخليج التي تشن حرباً في اليمن على معرفه أن حكومة يقودها مدنيون في الخرطوم من المرجح أن تنسحب من التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات، وبالتالي، فإن لكل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حصص كبيرة في الحكومة السودانية “المؤقتة” بقيادة المجلس العسكري الانتقالي، للحفاظ على قبضتها على السلطة.
وأضاف بأن أي حكومة في الخرطوم صديقة للسعودية والإماراتية سوف تحصل على دعم من هاتين الدولتين في مجلس التعاون الخليجي، بغض النظر عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تقوم بها ضد مواطنيها، وبالنظر إلى أن القيادة في حكومة الأمر الواقع في السودان قد وعدت بمواصلة محاربة الحوثيين، فإن السعودية والإمارات ستواصلان بدورهما تعزيز شرعية المجلس العسكري.
يختم كافيرو بالقول : ” إذا استمرت الحرب الأهلية اليمنية، فمن المرجح أن يستخدم السعوديون والإماراتيون نفوذهم المالي على الحكام العسكريين السودانيين لضمان استمرار المزيد من المرتزقة السودانيين والجنود الأطفال في القتال ضد الحوثيين.