قبة حديدية إسرائيلية في السعودية.. درع دفاعي ضد اليمن ام ضغط غربي على الرياض؟
متابعات| الوقت:
تمكنت القوات الجوية اليمنية صباح يوم الاثنين الماضي من اسقاط طائرة اف-15 حربية سعودية فوق صنعاء سبقها بساعات إسقاط طائرة اخرى من نوع “تورنيدو” في مديرية كتاف في محافظة صعدة، واعلنت وزارة الدفاع السعودية ان الطائرة سقطت فوق صنعاء جراء عطل فني، الا ان عرض الإعلام الحربي، التابع لـ”أنصار الله”، في وقت لاحق لمقطع فيديو يظهر فيه عملية استهداف الطائرة الحربية السعودية بصاروخ ارض جو، دحض الادعاءات السعودية معلنا انتصاراً جديداً للمقاومة اليمنية على حساب قوى العدوان السعودي. علاوة على ذلك تقوم القوات الصاروخية اليمنية باستهداف دوري لمناطق الداخل السعودي وخصوصاً الرياض في الآونة الاخيرة، حيث استهدفت قاعدة الملك فهد الجوية في منطقة الطائف جنوب السعودية والتي تبعد أكثر من 500 كلم عن الحدود اليمنية وبعدها قامت باستهداف قصر اليمامة في الرياض المقر الرئيسي للملك سلمان .
ويعد نجاح القوات اليمنية باسقاط الطائرة المتطورة واستهدافها المتكرر للرياض بالصواريخ البالستية، تقدماً وتطورا في القدرة الصاروخية للمقاومة اليمنية وانقلاب الموازين لصالح اليمن في كل الميادين على حساب السعودية. وبحسب صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية تسعى السعودية الى استعادة الميادين التي خسرتها بسبب الصواريخ اليمنية عبر شراء القبة الحديدية الاسرائيلية.
وبحسب الصحيفة، قال تاجر أسلحة أوروبي في السعودية، إن المملكة تدرس شراء أسلحة عسكرية إسرائيلية، بما في ذلك نظام الحماية الإسرائيلية النشط، والذي تم تطويره بأنظمة الدفاع المتقدم حيث قام السعوديون بفحص الأسلحة الإسرائيلية في أبوظبي بدولة الإمارات.
وفي هذا السياق، ذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية أن السعودية أعلنت عن اهتمامها بشراء أنظمة القبة الحديدية من إسرائيل عبر قنواتها السرية في تل ابيب. كما وذكرت الصحيفة السويسرية “Basler Zeitung” يوم الإثنين الماضي، أن الحكومة السعودية أعربت عن رغبتها في شراء منظومة “القبة الحديدية” الإسرائيلية المضادة للصواريخ لاستخدامها في حربها ضد الحوثيين في اليمن.
وذكر التقرير أن السعودية تدرس شراء معدّات عسكرية إضافية من إسرائيل، بما في ذلك منظومة الدفاع المضادة للدبابات “تروفي” (Trophy) التي صنّعتها شركات إسرائيلية. وزُعم التقريرأيضا أن خبراء عسكريين سعوديين فحصوا التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية في أبو ظبي.
ووفقا لتقرير الصحيفة السويسرية، في تشرين الأول الماضي اجتمعت جهات استخباراتية من كلا البلدين معا لتعزيز التعاون بينها، وناقشت إمكانية عقد اجتماع آخر بين رؤساء الهيئات الاستخباراتية في كلا البلدين.
القبة الحديدية ليست بحديدة
ويقول مختصون في مجال الصناعة الصاروخية ان نظام القبة الحديدية ليس بنظام دفاعي موثوق، حيث يقول الدكتور موطي شيفر خبير هندسة الطيران والفضاء والحائز على جائزة أمن إسرائيل، أن منظومة (القبّة الحديديّة) هي أكبر خدعة شهدها العالم حيث اثبتت التجارب عدم كفاءاته حيث لا يوجد اليوم أي صاروخ يستطيع اعتراض صواريخ أو قذائف صاروخية، والقبّة الحديديّة عبارة عن ضوء صوتي يعترض فقط الرأي العام الإسرائيليّ وبالطبع نفسها أيضًا، ففي الواقع، جميع الانفجارات التي نشاهدها في الأجواء هي تدمير ذاتي، فلا يوجد أي صاروخ خرج من القبة الحديديّة اعترض صاروخ واحد على الأقل أطلق من قطاع غزة، على حدّ تعبيره.
وتأكد مقاطع فيديو وصور وشهادات عيان نجاح نسبة مرتفعة من الصواريخ في الوصول إلى أهدافها، كما تحدث محللون عسكريون إسرائيليون عن أنّ استمرار لجوء الإسرائيليين للملاجئ للاحتماء من صواريخ غزة هو أكبر دليل على علمهم بضعف وعجز منظومة القبّة الحديديّة.
استمرار الاعتماد العسكري السعودي على الغرب
ويحمل الاعلان عن احتمالية شراء السعودية للقبة الحديدية الاسرائيلية في طياته رسائل كثيرة، منها ان امريكا لن تسمح للرياض في التنويع في السياسة الخارجية، وخاصة العسكرية منها. ومثال على ذلك قالت الهيئة الفدرالية الروسية في شهر اكتوبر 2017 الماضي ان السعودية وروسيا اتفقتا على توريد “إس- 400” وأنظمة “كورنت-أي إم” المضادة للدبابات، وراجمات صواريخ من نوع “توس-1 أي”، وقاذفات قنابل يدوية من طراز “أي جي إس-30″، ورشاشات كلاشنيكوف من نوع “أي كي-103” الى الرياض الا ان الضغط الامريكي على السعودية اجبرها على اعادة النظر والتفكير مالياً في الاتفاقية، بل اجبرتها على التفكير مالياً بشراء نظام القبة الحديدية من الكيان الاسرائيلي حصراً.
ختاماً، يمكن القول ان شراء السعودية للقبة الحديدية الاسرائيلية لن يمنع المقاومة اليمنية من الاستمرار في القتال، وذلك لانهم يمتلكون سياسة الصبر الاستراتيجي التي لا يملكها احد من شعوب المنطقة والتي اثبتت فعاليتها بعد اكثر من 1000 يوم من العدوان السعودي على اليمن، اضافة الى امتلاكهم لمعادلات استراتيجية اخرى لم تستخدم حتى الساعة في الميدان وهذا ما ظهر في كلام الرئيس الصماد الأخير عندما قال “هم يمرون من مياهنا ببواخرهم وشعبنا يموت جوعا، وإن أرادوا أن نعود إلى طاولة المفاوضات نحن جاهزون ومستعدون للتفاهمات وسيجدون منا ما لم يجدوه في الماضي ليس تنازلا وإنما حرصا على حقن دماء الشعب وعلى أمن واستقرار المنطقة”.